جيشنـــــــــــا

جيشنـــــــــــا
د. دلال عبدالحليم الفاعوري

رأيت أن يكون عنوان كلماتي هذه “جيشنا” ﻷن غير اﻷردني يقول عن هذا الجيش ” الجيش اﻷردني ” نسبة إلى اﻷردن كما يقول عن أي جيش آخر نسبته إلى بلد ذلك الجيش ، وهذا صحيح .. ولكننا نحن أبناء اﻷردن نرى فيه انتماء لنا فنقول أنه “جيشنا ” انتماء منه لنا ولوطننا .
لقد تعودنا في ظل الظروف العادية أن نكون … كمدنيين على اتصال بدوائر الخدمات المدنية ونحن على علم بمهام القوات المسلحة الدفاعية ضد اﻷخطارالخارجية وهي مسؤوليته اﻷولى التي نقدرها جميعا ﻷن فيها جوهر بقائنا أمام اﻷخطار الخارجية ، و هيبتنا أمام خصومنا المحتملين التي تنبع من هذا الجيش وهيبته أمام هؤﻻء الخصوم .
أما عندما تظهر بعض اﻷخطار اﻻستثنائية أي البعيدة عن الطابع السياسي كالظروف المناخية سواء كانت ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة أو تساقط الثلوج و هطول أمطار غزيرة تتسبب في فياضانات شديدة ، فإننا نجد هذا الجيش المهيأ لخوض المعارك ضد العدو الخارجي هو نفسه الجيش الذي يتصدى لمخاطر الظروف اﻻستثنائية … كالتي مررنا بها وما زالت آثارها الطبيعية في كافة أنحاء البلاد ، هذا هو الجيش اﻷردني ” جيشنا ” التي كانت وحداته الميدانية قائمة بواجباتها اﻹنسانية المتمثلة في نقل المرضى إلى المستشفيات لغايات العلاج الطارئ أو المبرمج خاصة في المناطق النائية ، هذا عدا عن توزيع المواد الغذائية و طرود الخير تارة على مجنزرات أرضية و أخرى بطائرات عمودية لكل من تقطعت بهم السبل في مختلف محافظات المملكة التي تعرضت لحصار ثلجي ، و الذي كان على رأس القائمين على هذا العمل و المخاطرين بحياتهم من أبناء جيشنا الباسل القائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و أبقاه ذخرا لهذا الوطن
إن هذا يدل على أن النجاح في التخطيط بغرفة العمليات في القيادة العسكرية لجيشنا كانت تشمل جميع انحاء الوطن بما فيهم من كانوا في أقصى المناطق بعدا ، وأننا نعيش في ظل حماية وطنية من جيشنا الذي ينتسب جميع أبنائه إلى هذا الوطن ، ذلك أن خصوصية هذا الجيش تتسم بروح التضحية ليس على معيار ما يتقاضون من رواتب شهرية ، بل على معيار الشعور بالمسؤولية الوطنية بشكل عام وعند بوادر المخاطر بشكل خاص ، ما يعني أن الجميع من أبناء هذا الوطن بنظر الجيش سواء كانوا من أبناء بادية أم قرى أم حضر فهم متساوون في وجوب تقديم الخدمات لهم من خلال المحافظة على هذا الوطن .
من المعلوم أن ” جيشنا ” من الجيوش المتطورة فنيا من حيث جاهزية المعدات الميدانية وأعلى درجات وسائل اﻻتصالات بين قيادته العامة وقياداته الميدانية الفرعية والوحدات العاملة في الميدان باﻹضافة إلى الوﻻء للوطن والثقة العالية جدا لقيادته العامة من حيث التخطيط لمواجهة اﻷزمات وهو ما يشكل في مجموعه أعلى درجات النجاح في مواجهة التحديات وخاصة اﻷخيرة التي كانت على المستوى المناخي .
فلهذا وذاك نجد أنفسنا فيما بيننا سعداء فيما قامت به القوات المسلحة اﻷردنية ” جيشنا” في هذه الظروف وسعداء جدا أيضا أمام الشعوب اﻷخرى والتي تستطيع مشاهدة دور القوات المسلحة “جيشنا” وما تقوم به عبر وسائل اﻹعلام المتطورة بخدمة أبناء الوطن بالمقارنة مع ما تقوم به القوات المسلحة في دول أخرى من خدمة السلطة فقط .
إن شعور جيشنا بالمسؤولية شعور من الحب الحقيقي للوطن والمسؤوليات المترتبة عليه كجيش وطني ﻻ يرجو من أداء مسؤولياته سوى مرضاة الله.
فلكل أفراده من مختلف الرتب اﻻحترام والتقدير والشكر الجزيل على كل ما قدموه ، ومن المنتظر أن يقدموا المزيد كلما كانت الحاجة إلى ذلك قائمة ، وكل المحبة والتقدير والاحترام للقائد اﻷعلى لجيشنا الوطني اﻷردني الملك عبد الله الثاني أدامه الله وأبقاه ذخرا للوطن .. وعاش الوطن.

ديسمبر 25, 2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *