رمضان على الأبواب

رمضان على الأبواب

 

د. دلال عبد الحليم الفاعوري

يمر الزمان ومنه شهر اسمه رمضان .. شاءت عناية الله أن يكون الشهر رحمة بين عباد الرحمن ، فمن أفاء الله عليه بالنعمة .. عليه أن لا ينسى من رأت الحكمة الإلهية أن يكون في ظرف حرمان وليس في هذا ظلم من الرحمن بل هو ابتلاء لقياس الصبر عنده وامتحان الميسور من باب الشكر والذي يتمثل في إعطاء من كتب عليه الحرمان والصبر

تلك حكمة إلهية بين الخلق لتكون نعم الله تارة عبر هذا الميسور إلى المعسور وأخرى رزق مباشرة من الله ، فمن أهل بلدنا كثر هم من أهل الخير والحمد لله على ما شاء وأعطى وفي هذا البلد أناس شاؤا أن يكون فعلهم للخير سرا بينهم وبين المنعم عليهم بالخير .. لنجد بعضهم وقد تبنى رعاية أسرة صغيرة ينفق عليها في رمضان وغير رمضان مما أفاء الله به عليهم من الخير .. والحمد لله أن تعدادهم يصعب حصرها لأن فعلهم بقي حصرا بينهم وبين الله وهؤلاء من رأوا أن يكون فعلهم للخير سرا ونسأل الله أن يكثر منهم

أما من رأوا فعلهم للخير علانية فهم من فئة الجمعيات الخيرية التي تعلن عن أسمائها وتدعو ذوي الحاجات للقدوم إليها وتعطي من إيراداتها المسماة تبرعات أهل الخير ونسأل الله أن يكثر من أمثال هذه الجمعيات أيضا

وها قد بات بيننا وبين رمضان ” الشهر الفضيل ” أياما معدودات فهل قام فاعلو الخير بما كانوا يرونه واجبا عليهم اتجاه المعوزين ؟ رأيت أن أطرح هذا السؤال علني أدفع هذه الفئة الطيبة لاستعجال وصول الخير على أياديها قبل وصول الشهر الفضيل يكون بإمكانية المعوزين استقبال شهر رمضان بالبهجة من أول يوم منه وقد غمرت البهجة نفوسهم فيأكلون ما لذ وطاب في اليوم الأول فيشعرون بقدوم هذا الشهر العظيم ويشكرون الله على عطائه عبر أيادي أهل الخير فيشكرون الله ويشكرون عباده من أهل الخير ويدعون لهم بمزيد من النعم

ولأنه العطاء هو الكرم فعطاء الكرام لا يكون حصرا على اليوم الأول بل هو عطاء يغطي مستلزمات الشهر الفضيل وخاصة مستلزمات الأطفال بتهيئتهم بالابتهاج بختام رمضان وهو يوم عيد الفطر وكم ستكون السعادة بين أبناء المجتمع الواحد إذا تمسكنا بأخلاقنا المستوحاة من ديننا والذي كان قدوتنا فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يعطي هوية اجتماعية لديننا الإسلامي الحنيف

وبهذه المناسبة فإني أتوجه بالشكر الجزيل لكل من يعطي سرا ولكل من يعطي علانية ، فمن يعطي سرا قد رأى ذلك مناسبا له ومن يعطي علانية وقد رأى ذلك مناسبا ليكون قدوة لغيره وخاصة أبنائه وذويه ليكون الكرم والذوق والأخلاق متوارثة بين الأجيال ليعم الحب بين أبناء الوطن الواحد فيشعر الفقير بحب الغني له ويشعر الغني بواجبه نحو الفقير من أبناء مجتمعه فيؤدي واجبه طوعا لا كرها هذه المشاعر بين الناس هي التي تشكل الأمن والأمان عندما لا يتعالى الغني على الفقير ولا يضطر الفقير إلى سؤال الغني

 

ولا أنسى أن أتقدم لرأي لا ألزم به أحدا وهو الإكثار من العطاء الغذائي دون نسيان الحلويات ” القطايف ” لتزداد حلاوة العطاء على اللسان كما على القلب ونسأل الله الأمن والأمان وانتشار الإحسان بين الأهل في بلدنا الغالي في شهر رمضان وعلى مدار العام.

مايو 18, 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *