الأم .. أمة

الأم .. أمة

د. دلال عبد الحليم الفاعوري

شاءت عناية الخالق أن نكون على هذه الأرض خلفاء له، قال تعالى “إني جاعل في الأرض خليفة” وقال تعالى :”إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” صدق الله العظيم
تلك مشيئة الخالق في الخلق منشأ ومسؤوليات، فما هي مسؤوليات الأم ؟

هذا ما تعجز عن جمعه عدديا أمهات الكتب ومجموعات الأبحاث سندا للدور الإنساني على هذه الأرض، لكن من الواضح جدا أن كل شيء يبدأ من اللاشيئية لتتطور إلى الشيئية فحمل المسؤولية وأدائها بأمانة وتسليمها إلى ذوي الاهتمام والعودة إلى اللاشيئية ليبقى منها ذكراها .. فمن قاد الجيوش وحرر الأوطان و اخترع ما ينفع الإنسان فئتان … ذكر وأنثى وهما الإنسان فالرجل عاش قبل أن يهبط إلى الدنيا تسعا من الشهور في رحم والدته التي لم تكن قد رأته ولكنها أحست به ورعته معتنية بمستقبله قبل أن يبدأ هذا المستقبل حيث أن من المعلوم طبيا أن المرأة الحامل تتجنب كثيرا مما تحب من أنشطة رياضية ومأكولات شهية على معيار حرصها على تجنب الجنين من خلال مراعاة ايجابيات حملها له… هذا ايجاز لتضحيات الأم لولدها قبل أن تلده وعند ولادته تعاني ما يعرف باللهجة الشعبية ” بالأمرين ” لترى ولدها وقد خرج إلى الحياة وأبصر النور ليصبح على قمة أولوياتها حتى أنه يصبح أولى عندها من نفسها فتعطيه كل ما عندها من جهد جسمي وحنان إنساني ليس له مثيل لينمو تدرجيا ويترعرع في ظل حنانها ويعطى الأولوية في كل أنشطتها التى ترى أنها لا تتناقض مع مصلحة ولدها …فإن مرض اعتزلت الدنيا لترعاه أملا بأن يشفى وبعد شفائه تحتار في الترفيه عنه لإسعاده … وتبقى دورة الحياة هكذا إلى وصول الابن مرحلة الشباب لتعلمه من الذوق والأخلاق ما ينفعه في مستقبله الذي يسعدها نجاحه فيه… فهل من إنسان يعطي ما تعطيه الأم !؟ لا يوجد بحث أكاديمي أو ميداني أو أي تجربة تعطي أولوية على الأم ولا يوجد دين ينسى فضل الأم وتضحياتها

ما أثار استغرابي وتعجبي أنه يوجد عيد للأم … ذلك أن كل يوم يتوجب أن يكون عيدا لهذه الأم فالأمومة ليست مناسبة بتاريخ معين لتسمى هذه المناسبة بالعيد وإنما كل يوم هو عيد لها وعليه التمس العذر لاختيار يوم من أيام السنه ليكون يوما كعيد للأم … لكنني أجد المسوغ الذوقي على معيار كثرة الأعياد ليكون يوم من الأيام بتركيز عالي الدرجة يسمى ” عيد الأم ” لمن نسي أو تناسى بأن كل يوم هو عيد لهذه الأم

نعلم جميعا مطامح الشعوب ومطامعها في غيرها ليظهر وضمن معايير الضرورة الدفاع عن النفس وبالتالي عن المكان ليشكل مجموع هذه النفس.. النفوس ومجموع الأمكنة الوطن ليقوم نفر من أبناء هذا الوطن في الدفاع عنه على معيار درء الأخطار … أليس لكل جندي أما ؟ والإجابة الطبيعية نعم

إن مجموع هذه الأمهات هن اللواتي أنجبن أبناء ذلك الجيش للدفاع عن وطن لهم لتكون الأم في مجموعها ” أمة ” من خلال أبناء هذه الأمهات وأضيف وفي أحوال السلم أيضا أن لكل خادم لهذا الوطن أما أنشأته على حبه ليكون طبيبا ، مهندسا ،عاملا منتجا في قطاع تخصصه لنرى أن هذه ” الأم ” هي التي تشكل ” الأمة ” والتي تشكل اعتزازا في الانتماء إليها لجميع أبنائها… ما يمكنني من القول وعن قناعة بأن الأم هي الأمة في السلم والحرب على حد سواء فهل هذا العيد هو عيد الأم أم عيد الأمة!؟ – See more at: http://www.gerasanews.com/article/262627#sthash.ZQdAgT06.dpuf

مارس 23, 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *