فضل صيام شهر رمضان المبارك على أطفالنا
فضل صيام شهر رمضان المبارك على أطفالنا
د. دلال عبدالحليم الفاعوري
للصيام فوائد روحية وجسدية فهو قبل كل شئ طهارة للنفس يعلم الطفل اﻷخلاق والأمانة ويبعده عن الأخطاء قدر اﻹمكان … ﻷنه يشعر بأن الله سبحانه وتعالى يراقب أعماله فهذا الشعور يغرس بداخله المراقبة الذاتية وتقوى لديه كثيرا من الخصائل الحميدة كدقة الوقت والمواعيد مثلا التي يتعلمها بهذا الشهر الفضيل لتعوده تناول الطعام في وقت محدد واﻻمتناع عن تناوله في وقت محدد أيضا ويتعلم كذلك الصبر وتحمل الجوع والتخلص من اﻷنانية ليصبح طفل مهذب النفس متعلم أحكام الصيام عن طريق الممارسة العملية للصوم مع اﻷخذ بعين الاعتبار سن الطفل الذي يجب عليه الصيام به وهذا السن يرتبط بالحالة الصحية أيضا للطفل وأن يكون بصحة جيدة كي يستطيع أن يتحمل فترة الصيام وأن يتفهم هؤلاء اﻷطفال ويدركوا تماما معنى الصيام وأنه ينبغي عليهم اﻻمتناع تماما عن الطعام وعن الشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وليكن ذلك بالتشجيع وليس بالترهيب والتخويف ، وعادة يبدأ تعويد اﻷطفال على الصيام في سن السبع سنوات لفترات متقطعة مع اﻷخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية كما أشرت ليتعود الطفل على صيام رمضان بشكل إيجابي في سن العاشرة شريطة اﻻنتباه جيدا على عدم تأثير الصيام على قدرات الطفل ونشاطه حيث أثبتت الدراسات أن التحصيل الدراسي عند اﻷطفال في رمضان تنخفض هذا عدا عن تأثير الجفاف خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة والتي تؤثر على أداء الطلاب أيضا وتزداد هذه الحالة بمرور الوقت لشهر رمضان ومن حسن حظ أطفالنا في هذا العام تزامن شهر رمضان المبارك مع العطلة الصيفية ليتمتعون بقسط واف من الراحة … وهذا ﻻ يمنع اﻻنتباه جيدا لما يتناوله الطفل من غذاء صحي يعوض أي نقص من الفيتامينات اللازمة لنموه… فالصوم نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل قال تعالى : (وأن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون) صدق الله العظيم سورة البقرة
أثبتت الدراسات والتي شملت اﻵﻻف من المرضى أن الصوم يساعد بشكل فعال على شفاء العديد من اﻷمراض مثل اﻷمراض القلبية وتصلب الشرايين وكذلك يخفض نسبة السكر في الدم فالبنكرياس يفرز اﻷنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية ويساعد في علاج التهاب المفاصل
وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في قوله عز وجل : ” وأن تصوموا خير لكم ” صدق الله العظيم
وقول رسولنا الكريم : “صوموا تصحوا ” صدق رسول الله
ويمكن القول أيضا أن فكر أطفالنا وسلوك حياتهم اليومية هي التي تحقق أعلى درجات التقدم والتطور في الحياة ﻷن ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم من أحكام للكبار أو الصغار هي أوامر إلهية يجب طاعتها كفرض الصيام على المسلم مثلا لتعد طفلا مهذب النفس ملتزما بقول الحق مؤمنا بخالق الكون وبالتالي يصبح لدينا طفولة مميزة تحتل مكانة كبيرة اﻷهمية ﻷنها تسعى دوما ﻷن يكون صوتها هو صوت الحق الذي نشأت عليه وآمنت به وهذا ما نسعى إليه ليبقى دور أولياء اﻷمور بمتابعة اﻷبناء ورعايتهم وحمايتهم فهم بناة المستقبل.
اترك تعليقاً