تنمية الثقافة الأسرية

تنمية الثقافة الأسرية
د. دلال عبد الحليم الفاعوري
على ضوء ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية متأثرة بما يمر به العالم من تقلبات في هذا المجال و على ضوء ما يتمتع به الأردن من أمن و أمان تحت مظلة مليكنا المفدى أطال الله عمره فأنا أحيي كل إمرأة عربية مع احترامي الشديد لإخواني الرجال ليس انتقاصا منهم لا سمح الله و إنما لأن حديثي الآن يتعلق عن المرأة بشكل عام ، و لأن المرأة هي أساس الأسرة و هي أيضا الأساس في تربية أطفالها و لا أنكر شراكة الرجل في هذه التربية و إنما أقول هي الأساس لتنشئة جيلا واعيا مثقفا هم بناة الغد و ذخيرة الوطن كي يحققوا رؤى جلالة سيدنا في بناء الأردن الحديث.
أبدأ من التربية في البيت ، المدرسة ، الجامعة ، على معيار احترام الذات و احترام الآخرين من خلال استخدام العقل و الحوار عند ظهور أي خلاف … من هنا تبدأ الحياة بسلام و تنتشر المحبة بين الزوجين أولا ، وتنتشر المحبة بين الأولاد أيضا لتصبح أسرة سوية متماسكة يسودها الهدوء و المودة و بالتالي تنعكس هذه القيمة الجميلة و هذه المعطيات الجميلة للجميع.
إذن الحوار و احترام الآراء و سماعها و تحليلها و الوصول إلى ما يمكن أن يكون مقبولا لدى الطرفان هذا هو العقل السليم الحكيم دون اللجوء إلى الحوار باستخدام عناصر القوة ضد الطرف الآخر و فرض موقفه بالقوة المصحوبة بالأساليب المرفوض التعامل معها .
من هنا أقول أن تربية المرأة قبل الزواج و الشعور بكرامتها بالدرجة الأولى هام جدا و أن لا تقدم على أي من الأعمال المخالفة للدين أو احترام الذات و أن لا تخالف المسؤوليات العائلية و الوطنية …بهذا تكون هي زوجة صالحة و أم صالحة و مسؤولة صالحة ، لأنها في طبيعة الحياة تأخذ كما ذكرت من ثقافة الأسرة الثقة بالنفس و هذا يترتب عليها المصداقية و الشعور بأمانة المسؤولية لأنها ستنتقل إلى بيت الزوجية مؤهلة على احترام أسرتها الجديدة لتكون زوجة صالحة و أم صالحة لتربية أبناء صالحين واعين للمصلحة العامة و هذا ما نريد .. إذن تحقيق بناء الذات للمرأة يأتي أولا من خلال الثقافة الأسرية المصاحبة لظروف التعليم التي تساعد المرأة على التوازن في تحقيق الحياة الأسرية التي من شأنها أن تنشىء أسرة ناجحة في أجواء إيجابية بناءة لتحقيق التقدم و التطور الحضاري بكافة المجالات.

أكتوبر 25, 2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *