الإعاقة العقلية وقاية وتشخيص وعلاج
الإعاقة العقلية وقاية وتشخيص وعلاج
إعداد الباحث زيد إحسان الخوالدة
تهتم المجتمعات المتقدمة في قضايا الإنجاب عموماً وإلى العوامل التي تقلل من نسبة حدوث مشاكل الإعاقة خصوصاً ويأخذ أشكال الاهتمام من خلال وسائل عديدة ومن بينها الكشف والفحص ما قبل الزواج ومعرفة الأسر لبعضها ما قبل الزواج أي الإبتعاد عن الأسر التي تتكرر فيها الإعاقة والتي من المؤكد بأن هنالك دور للعوامل الوراثية من خلال تكرار حدوث الإعاقة في أسر معينة وخصوصا فيما إذا كان الزواج من أقارب وعليه تأخذ أشكال الوقاية من إنجاب أشخاص معاقين من خلال اهتمام الأم بحملها ومن خلال التغذية والصحة عموماً والابتعاد عن غرفة التصوير بالأشعة السينية في المستشفيات وعدم تناول الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب و الكشف الدوري ولا تقتصر أسباب الإعاقة على تلك العوامل فقط بل تتعداها في مختلف الحوادث والإصابات المباشرة على الدماغ من نزيف وغيره وإصابة الأطفال بالفيروسات والبكتيريا التي تصيب الدماغ مثل التهاب السحايا والشلل الدماغي الناتج عنه وما يرافقه من أعراض تتمثل في الشلل الحركي أو فقدان الحواس والإعاقات المختلفة التي قد تكون مرافقة مع الإعاقة العقلية.
لا شك بأن كل إشكالية أو مرض شأنه شأن أي إشكالية وخصوصاً عندما نتحدث عن عملية التأهيل عموماً فإن ذلك يتطلب وجود كوادر طبية وتأهيلية ونفسية وتربوية متخصصة لتقديم عناية وخدمات من نوع استثنائي وهذا يتطلب مصادر مالية ترهق الدولة وترهق الأسر ناهيك عن الألم النفسي وحجم الرعاية المضنية التي تقدمها أسر المعاقين فيكون المعاق الواحد بحاجة لرعاية مستمرة من أكثر من فرد تبعا لنوع وشدة الإعاقة ومدى تأثيرها عليه.
تبرز أهمية الدور المجتمعي بما يسمى التأهيل المجتمعي لحالات الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التطوعية التأهيلية والتربوية من خلال إنشاء صفوف مدرسية وتوفير مدرسين متخصصين وغرف المصادر وتقديم خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والخدمات الطبية والتمريضية وتأهيل المعاقين مهنياً ودمجهم تبعا لشدة إصابتهم ومن جانب اخر تشغيل وتأهيل الأشخاص القائمين على رعاية المعاق من خلال الحرف التقليدية والفنية حتى يستطيعون إدرار دخل يخفف عليهم ما يبذلونه من مصاريف كبيرة لرعاية المعاق.
وتأخذ أساليب قياس وتشخيص الإعاقة اتجاهات عديدة ومنها الاتجاهات التكاملية والاتجاهات الطبية والتشخيص السيكومتري والتشخيص الاجتماعي والتشخيص التربوي.
يعتبر توظيف نظريات التعلم في موضوع الإعاقة العقلية عملية أساسية في تعديل السلوك لدى الأطفال من ذوي الإعاقة كما يتم توظيفها أصلا مع الأطفال العاديين وتبدو قيمة التعلم مهمة وفق ما وضحته نظريات التعلم بأن السلوك الإنساني هو سلوك متعلم في الأغلب من خلال قوانين التعلم والنضج والممارسة والتكرار والتعزيز الإيجاب والسلبي وقوانين الإشراط الكلاسيكي لبافلوف وقوانين المحو والإنطفاء وقوانين العقاب وجداول التعزيز لسكنر والنظريات المعرفية في العمليات العقلية التي أشار لها بياجيه من خلال مراحل نمائية معينة مثل مرحلة الحس حركية ومرحلة ما قبل وما بعد العمليات ومرحلة العمليات المجردة.
اترك تعليقاً